InnovAgroWoMed-فلسطين يضع التمكين الرقمي للمنتفعات في سلم أولوياته

image

يشهد العالم بشكل عام ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أيضا خلال السنوات الأخيرة؛ تحولاً عميقاً لا يختلف عليه اثنان في المجتمع والصناعة والاقتصاد بسبب التقدم المتسارع الحاصل في القطاعين التكنولوجي والرقمي، والذي بتنا نراه في حياتنا ووظائفنا ومشاريعنا، فلا يتطلب الأمر كثيراً من الجهد لندرك أهمية التكنولوجيا والرقمنة التي باتت أولوية أساسية في حياتنا منذ وقت ليس بقليل وأصبحت اليوم تحتل الجزء الأكبر منها.

وفي ظل جائحة كورونا التي عاشها العالم لحوالي عامين متتالين، أصبح بالإمكان التأكيد على تعاظم الحاجة للرقمنة وللإمكانيات التي تتيحها لمجابهة الأزمات التي تلحق السوق الواقعية وتُعيق الأعمال أو تعطلها ومثال ذلك اضطرار العديد من المحلات والأسواق والمتاجر التقليدية للغلق أثناء إقرار الحجر الصحي وحظر الجولان بمعظم الدول عبر العالم، في محاولة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا قدر الإمكان، وهو ما انجر عنه عديد الأزمات الاقتصادية التي وصلت لحد الإفلاس لدى عديد التجار والشركات والأشخاص.  

التمكين الرقمي، ضرورة لمجابهة عراقيل السوق التقليدية

هذه الوقائع قادت الجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال – أصالة، شريك مشروع InnovAgroWoMed في فلسطين إلى اختيار "التمكين الرقمي" كأحد أبرز المحاور التدريبية ببرنامج التدريب والمرافقة  الذي تنفذه في إطار مشروع الابتكار الاجتماعي في قطاع الأغذية الزراعية لتمكين النساء في حوض البحر الأبيض المتوسط InnovAgroWoMed ، حيث نبع هذا الاختيار عن الحاجة التي خلقتها جائحة كورونا للرياديين/ات وللنساء بشكل خاص؛ ليكن قادرات على مواكبة التقدم المحيط بهن والترويج الجيد لأفكارهن ومشاريعهن مهما كانت الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية بما يؤدي إلى تمكينهن، في ظل عالم التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية والريادة الرقمية والتكنولوجية التي نعيشها اليوم وإلى تحقيقهن لمداخيل مستدامة وظروف عيش مريحة ومستقرة. 

وقد تم إدراك هذه الحاجة الماسة إلى التمكين الرقمي بالاعتماد على مخرجات بحثية وصلت إليها جمعية أصالة إثر مسح احتياج قامت بإجرائه لمعرفة المهارات التي تحتاجها مستفيداتها لتطوير مشاريعهن، فتبين أن ما يقارب 75% منهن بحاجة إلى دورات وتدريبات لتطوير قدراتهن في مجال التسويق الرقمي واستخدام الأدوات الرقمية والتكنولوجية، خاصة بعد الاتجاه الجديد المُتمحور حول هذه المهارات والتي بات يحتاجها الجميع اليوم أياً كانت طبيعة  وظيفته أو مجال استثماره. 

يهدف هذا التدريب الذي سينجز خلال شهر نوفمبر 2021 والذي سيكون ضمن 135 ساعة تدريبية، إلى تطوير قدرات ومهارات المشاركات في استخدام التقنيات الحديثة في التسويق، وخاصة التسويق الشبكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على العلامة التجارية والتصميم والإعلان لها.

ومن ناحية أخرى، سيركز هذا التدريب على أهمية استخدام التكنولوجيا في تغليف وتعليب المنتج ومعالجته، بالإضافة إلى استخدام الطريقة الصحيحة لوضع العلامات واستخدام التقنيات الحديثة في تحديد الكميات وفحص جودة المنتج ووحدات القيس والتعقيم  وإجراءات الحفظ الصحي للمنتجات.

كما سيعمل التدريب على تطوير مهارات المشاركات في مجال  صناعة المحتوى التسويقي على شتى المحامل الاتصالية والتسويقية الرقمية ومهارات استخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وطرق البحث عن منصات تمكنهن من تطوير مهاراتهن وبلورة أفكارهن إلى مشاريع وكيفيات التسويق الجيد لمنتجاتهن، وأساسيات التصميم والتسويق عبر الهواتف واللوحات الذكية، وتحفيز الابتكار بما يضمن مزيد تمكينهن وإعدادهن إلى سوق الشغل. 

يأتي هذا التدريب في محور التمكين الرقمي بعد سلسلة من التدريبات التي حصلت عليها المشاركات الفلسطينيات في مجال التثقيف والإدارة المالية والتوعية بالقضايا المجتمعية والنوع الاجتماعي. هذا وسيحصلن على تدريبات تقنية أخري في قادم الأسابيع وستكون متمحورة بدورها حول التصنيع الغذائي وصناعة الألبان، أحد أبرز سلاسل القيمة في قطاع الصناعات الغذائية بالمناطق المستهدفة بفلسطين. 

مشروع InnovAgroWoMed هو مشروع مُمول بنسبة 87% من الاتحاد الأوروبي ويتم تنفيذه عن طريق برنامج التعاون عبر الحدود في البحر الأبيض المتوسط في 4 بلدان متوسطية وهي فلسطين، وتونس وإيطاليا وإسبانيا. ويهدف أساسا إلى تقليص نسب الفقر وتحقيق الادماج الاجتماعي عبر حلول مبتكرة لتطوير نسبة وكيفية مشاركة المرأة في قطاع الأغذية الزراعية سواء كعاملة أو كموظفة أو كباعثة مشروع في قطاع الصناعات الغذائية.

لمتابعة تطورات وأخبار المشروع والنساء والشابات المستفيدات منه في شتى البلدان الشريكة، يمكن زيارة موقعنا الالكتروني أو صفحتنا على فيسبوك على هذا الرابط.